
هجوم شرس من نبيل أبوالياسين على رئيسة وزراء إيطاليا .. شاهد السبب؟
نبيل ابو الياسين
هاجم “نبيل أبو الياسين “ رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان في بيان صحفي صادر عنة اليوم “السبت ” رئيسة الوزراء الإيطالية “جورجيا ميلوني” حيث قال: إنه و في دهاليز السياسة الأوروبية، تطل علينا تصريحات تحمل في طياتها نكهة المرارة والتناقض، لا سيما حين يتعلق الأمر بقلب القضية الفلسطينية النابض. رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، تلوح بفكرة أن الاعتراف بدولة فلسطين “قبل تأسيسها” قد يكون “غير مجدٍ”. هذا التصريح ليس مجرد رأي دبلوماسي، بل هو صدى لعقود من السكون الدولي الذي سمح لـ “عملية سلام” كاذبة بأن تستنزف الأرض والإنسان، تاركة وراءها مستوطنات لا حصر لها ونظام فصل عنصري بغيض يمزق نسيج الحياة.
تفاصيل هجوم “أبوالياسين” وصف تصريحات ميلوني الأخيرة لصحيفة “لا ريبوبليكا” بأنها “تؤيد بشدة دولة فلسطين لكنها لا تؤيد الاعتراف بها قبل تأسيسها” تعكس فهمًا قاصرًا أو تجاهلاً متعمدًا لجوهر الصراع. كيف يمكن الحديث عن “تأسيس” لدولة بينما القوة المحتلة تلتهم الأرض وتضيّق الخناق على الشعب؟ هذا المنطق لا يخدم إلا استمرار الوضع الراهن، الذي أثبت فشله الذريع في تحقيق أي عدالة. الفلسطينيون لا يحتاجون إلى اعتراف “على الورق” بشيء غير موجود، بل يحتاجون إلى دعم دولي حقيقي لإنهاء الاحتلال الذي يمنع وجودهم الحر.
ولفت”أبوالياسين” إلى أن القول بأن الاعتراف بدولة غير موجودة “على الورق” قد يعطي انطباعًا بأن المشكلة حُلّت هو مجرد ذريعة لعدم اتخاذ خطوة جريئة ومبدئية. المشكلة لم تُحل، ولن تُحل طالما استمرت لعبة الانتظار هذه. الفلسطينيون يعيشون واقعًا قاسيًا من التشريد والحصار والمجازر، و”ورقة” الاعتراف ليست هدفًا بحد ذاتها، بل هي أداة ضغط سياسية وقانونية لإجبار الاحتلال على الانصياع للقانون الدولي. متى سيدرك القادة الأوروبيون أن الدبلوماسية المترددة هي من تخدم استمرار الظلم؟.
لافتاً: إلى أن المقارنات مع مواقف دول أخرى كفرنسا، التي أثارت إدانة إسرائيل وأمريكا بقرارها الاعتراف، تكشف عن خوف غربي من تحدي الرواية الإسرائيلية. الميل إلى ربط الاعتراف الفلسطيني باعتراف “الكيان الفلسطيني الجديد” بإسرائيل، كما أشار وزير الخارجية الإيطالي، هو محاولة لإدامة معادلة القوة المختلة. هذا الشرط ليس سوى عقبة إضافية أمام شعب يُمنع من ممارسة حقه البديهي في الوجود والسيادة. فهل يُطلب من الضحية أن تعترف بجلادها أولاً؟
وأشار “أبوالياسين” إلى أن موقف ألمانيا وبريطانيا، بالرغم من اختلاف طفيف في الصياغة، لا يزال يصب في نفس القالب: “تقدم طال انتظاره نحو حل الدولتين”. هذا التقدم لم يأتِ على مدى عقود من المفاوضات العبثية، بل أدت إلى توسع استيطاني غير مسبوق وتكريس لنظام الأبارتهايد. الانتظار لم يعد خيارًا، بل هو تواطؤ مع تدهور الوضع الإنساني الكارثي في غزة، حيث تتواصل حرب الإبادة الجماعية والمجاعة تفتك بالأرواح البريئة.
وأكد”أبوالياسين” على أن استمرار هذا الخطاب الدبلوماسي الذي يلتف حول جوهر القضية هو ما يؤدي إلى نتائج عكسية، وليس الاعتراف بدولة حرة ذات سيادة. “لعبة ترامب الخطيرة” لم تكن الوحيدة في تحويل بوصلة العالم؛ فصمت أوروبا وتخاذلها أمام أطماع الاحتلال يحول دون إقامة العدل. متى تدرك ميلوني أن فلسطين موجودة على الأرض بوجود شعبها الصامد، وأن الاعتراف بها ليس وهمًا، بل هو خطوة أولى نحو تفكيك الوهم الأكبر: وهم “السلام” الذي يقتل ويُهجّر ويُجَوّع؟.
وختم “أبوالياسين” بيان الصحفي قائلاً: لتدرك ميلوني وجميع القادة الذين يتبنون خطابها أن فلسطين ليست “فكرة” تنتظر التأسيس، بل هي قضية شعب حي يناضل من أجل وجوده. إن تدمير المساعدات، وتجويع الأطفال، وارتكاب المجازر في غزة هي حقائق دامغة لا يمكن إخفاؤها خلف حجج دبلوماسية واهية. التاريخ لن يرحم أولئك الذين وقفوا متفرجين، أو الأسوأ من ذلك، تواطأوا مع الظلم بحجة “الواقعية السياسية”. فليعلم العالم أجمع أن صوت العدالة لن يخفت، وأن فلسطين، شاء من شاء وأبى من أبى، ستقوم، وليس “على الورق” فحسب، بل على أرضها المحررة! .
هجوم شرس من نبيل أبوالياسين على رئيسة وزراء إيطاليا .. شاهد السبب؟